بالصور: زجاج داكن وبلا لوحة... والبقيّة تأتي
ما يحصل على طرقاتنا، لن تتّسع له صفحة في مقال، ولن يوفيه حقّه كيل الشتائم من وراء نوافذ السيارات.
هي آلات قاتلة تشقّ لنفسها طريقا أينما كان ومتى شاءت ذلك، بزجاج داكن، ومن دون لوحات، من دون أن يرهبها عناصر الأمن.
في هذه السطور، لن أستعين بشاهدة تروي لي قصّتها مع هؤلاء، بالرغم من انني إذا بحثت فسأجد كثيرين، بل سأكتفي بكتابة ما حصل معي قبل فترة على الطريق البحرية في الكسليك.

كنت في طريق العودة إلى المنزل وكانت الساعة تقارب الرابعة بعد الظهر، زحمة سير خفيفة بسبب قيام القوى الأمنية بوضع مثلثات بين الخطين، في محاولة لتنظيم السير ومنع السيارات من تخطي بعضها.
وعندما اصبحت على مقربة من سيارة قوى الأمن التي كانت متوقّفة لوضع المثلثات المذكورة، عمدت إلى الابتعاد عنها متوجهة الى اليسار، فإذ بسيارة مرسيديس سوداء مسرعة تتخطاني من ناحية اليسار، بزجاج داكن، ومن دون لوحة، (الصور مرفقة)، وعلى مرأى من رجال الأمن الذين ذهلوا كما فعلت، من دون أن يتحرك أحد منهم.
سيارات كثيرة نصادفها يوميا، تسير بلا رادع أو رقيب، كأن سائقيها اعلى شأنا، أو لربما ليس هناك من يسائلهم. باصات تتسابق معنا على الطرقات، شاحنات تتجوّل محمّلة صخورا من دون احترام ادنى معايير السلامة العامة، اخرى تفتح لك ابواقها أو تبعث لك باشارات ضوئية كي تبتعد عن طريقها على الخط السريع.

قُلتم، لمصلحتكم، ضعوا حزام الامان، امتنعوا عن استعمال الهاتف أثناء القيادة، التزموا الاشارات والقوانين. نقول لكم، لمصلحتنا أيضا ألزموهم القوانين، أبعدوهم عن طريقنا، فالموت ليس خيارنا، طبّقوا قوانينكم بالتساوي، فحزامي لن يحميني من صخرة تسقط سهوًا من شاحنة ولا من أحمق داخل "سيارة مفيّمة".
عامر شحادة (ابو يوسف) تحياتي