نشوء المركبة وتطوّرها
منذ القدم، والإنسان يبحث عن وسيلة تنقله وتحمل مقتنياته نظراً لضعفه الجسدي، فلم يجد أمامه في البداية سوى الدواب الأليفة أو تلك التي يمكن ترويضها. ثم استعمل جذوع الأشجار ليدحرج عليها الأجسام الثقيلة. إستمرّ على هذا المنوال حقبة طويلة من الزمن إلى أن اكتشف أخيراً العجلة المحورية في الألف الثالث قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين، فكانت العربات التي تجرّها الخيول، فاستعملها على نطاق واسع في شتى الميادين، حتى في المعارك الحربيّة.
ثم ظهر المحرّك البخاري وبعده المحرّك البترولي ليشكّلا وثبة هائلة للإنسان وتطوّره. فظهرت السيارة بشكلها البدائي وقدراتها المتواضعة. ومنذ ذلك الحين، وهي تخضع للتطوير المستمرّ حيث تشهد تنافساً محموماً من قبل المصنّعين ليس فقط من أجل جني الأرباح، وإن كان هذا حافزاً أساسياً، وإنما أيضاً من أجل جعلها أكثر أماناً وملاءمة ومتعة وجمالاً، وهذا ما تبدو عليه المركبة في يومنا الحاضر.
وهكذا، فإن وسيلة النقل المتطوّرة هذه، أصبحت من أكثر الوسائل الحضرية ضرورةً وتداولاً،
لذلك يجب على سائقها أن يتميز بالرقي والمهارة لتليق به وتكون:
"وسيلة للنقل وليس وسيلة للقتل"
وإذا ما عرفنا أنها تتشابه مع الإنسان في كثير من الأوجه رغم اختلافها عنه في أوجه أخرى، لساعدنا ذلك كثيراً على كيفية العناية بها والتعامل معها بشكل سليم وآمن.
أوجه التشابه والإختلاف بين الإنسان والمركبة
- يأخذ الأوكسيجن ويطرد ثاني أوكسيد الكربون.
- يحتاج للطعام كوقود من أجل الحياة والحركة.
- يستهلك الزيوت المتنوّعة كزيت الذرة ودوّار الشمس والصويا...
- يحتاج إلى الماء.
- يحتاج إلى الكهرباء.
- يحتاج إلى الطبيب.
- له عمر محدَّد(سائق وقائي يعني عمره أطول).
- تأخذ الأوكسيجن وتطرد أول أوكسيد الكربون.
- تحتاج إلى الوقود من أجل التحرك.
- تحتاج إلى زيت المحرك وزيت الفرامل وزيت الأوتوماتيك...
- تحتاج إلى الماء.
- تحتاج إلى الكهرباء.
- تحتاج إلى الميكانيكي.
- لها عمرمعيّن(سائقها وقائي يعني عمرها أطول).
- ضعيف وبطيء.
- يشعر ويفكّر.
- جسمه غير قابل للتعديل.
- قويّة وسريعة.
- لا تشعر ولا تفكّر.
- قابلة للتطوير والتعديل باستمرار.
ولكن هناك وجه أساسي من أوجه الاختلاف بين الإنسان والمركبة كالذي يحصل عند الإنطلاق والتوقف السريعين. فالشخص الذي يهم بالإنطلاق على قدميه بأقصى سرعته، فإنه يميل بجسمه إلى الأمام لحظة انطلاقه. وإذا ما أراد التوقف الفوري أثناء جريه السريع، فإنه يميل بجسمه إلى الوراء، تماماً كما يحصل مع العدّائين عند التسابق.
غير أن هذا الوضع ينعكس تماماً عندما يكون الشخص داخل المركبة. فعندما تنطلق به المركبة إلى الأمام، فإنه يُشَدُّ إلى الخلف، وعند توقُّفِها، يُدفَع به إلى الأمام. وهذا له تأثير سلبي على الصحة لأنه يعاكس طبيعة تكوين الجسم البشري وعمل وظائفه الحيوية ولعل الأطباء هم خير من يعون هذه الحقيقة العلمية.
وما إصابة بعض الأشخاص بالغثيان أو بالتقيؤ أثناء السفر بوسائل النقل إلا نتيجة لاختلاف طبيعة تكوين الإنسان عن المركبة.
هذا دليل قاطع على أهمية القيادة السلسة من أجل إنجاز رحلة آمنة وهادئة وممتعة.