السرعة الزائدة والجوال أبرز أسباب الحوادث

كتب - نشأت أمين:
أكد عدد من الخبراء والمواطنين أن السرعة الزائدة وعدم الانتباه واستخدام الهاتف أثناء القيادة من أبرز أسباب وقوع الكثير من الحوادث المرورية .. محذرين من خطورة المطبات العشوائية الخرسانية التي يقوم البعض بإنشائها أمام منازلهم دون مراعاة للمواصفات الفنية والمعايير المعمول بها. وأكدوا أن مثل هذه التجاوزات تشكل خطرا داهما على حياة السائقين والسيارات في نفس الوقت، لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يمرون في الشوارع الموجودة بها تلك المطبات لأول مرة.
ونبهوا إلى أن عددا غير قليل من السائقين لا يستخدمون الإشارات الضوئية عند الانعطاف يمينا أو يسارا أو عند الانتقال من مسار إلى آخر، مؤكدين أن مثل هذه السلوكيات تكون سببا رئيسا في وقوع عدد كبير من الحوادث المرورية.
وأشار الخبراء والمواطنون، الذين تحدثوا لـ الراية، إلى أن كثرة الحفريات والتحويلات من الأسباب المهمة لوقوع الحوادث المرورية .. مؤكدين أن بعض الشركات العاملة في مشروعات البنية التحتية تقوم بإجراء حفريات عميقة وتتركها لفترات طويلة دون أن تضع عليها لوحات إرشادية أو علامات ضوئية تشير إلى وجودها. وأكدوا أن الجهات الأمنية لا يمكنها وحدها ردع هؤلاء المخالفين .. مشددين على ضرورة أن يكون هناك دور للمجتمع في مراقبة مثل هؤلاء السائقين والإبلاغ عنهم.
في البداية قال أحمد عبدالعزيز الحساوي: السرعة الزائدة وعدم الانتباه من أبرز الأسباب المؤدية إلى وقوع الحوادث المرورية في قطر، حيث أتاحت الطرق الحديثة التي تم إنشاؤها خلال السنوات القليلة الماضية مثل طريق الشمال وسلوى والطرق الدائرية وغيرها من الطرق للسائقين إمكانية القيادة بسرعات عالية، وقد حاولت إدارة المرور من جانبها التغلب على ذلك بنشر المزيد من أجهزة الرادار على مختلف الطرق، لكن ليست السرعة وعدم الانتباه فقط هما العاملان الوحيدان المؤديان لوقوع الحوادث المرورية، حيث من الملاحظ أن هناك شريحة غير قليلة من السائقين لا يحرصون على استخدام الإشارات الضوئية عند الانعطاف يمينا أو يسارا أو الدوران أو عند الانتقال من مسار إلى آخر، وهو ما يكون سببا رئيسا في وقوع عدد كبير من الحوادث المرورية بسبب عدم توقع السائقين الآخرين لتصرفات هؤلاء السائقين غير الملتزمين، ومن وجهة نظري فإن نحو 70 % من الحوادث المرورية تقع لهذا السبب.
وأضاف أنه علاوة على ذلك، هناك فئة من السائقين المستهترين الذين يقودون سياراتهم بأساليب تفتقر إلى الذوق، حيث يفاجأ البعض أحيانا بسيارة تأتيه من الخلف بسرعة شديدة وكأن سائقها يريد أن يزيح السيارة من أمامه، ما يؤدي إلى ارتباك السائق، خاصة إذا كان من يقود في المقدمة سيدة أو شخص حديث العهد بالقيادة، وقد حدث بالفعل منذ فترة ليست بعيدة أن إحدى المواطنات كانت تسير على طريق الوكرة وفوجئت بشابين خلفها كانا يتسابقان فقاد أحدهما سيارته بسرعة جنونية واقترب منها لدرجة شعرت معها أنه يريد محوها من الطريق، فما كان منها إلا أن ارتبكت وفقدت السيطرة على السيارة وانتهى الأمر بانقلاب السيارة وإصابتها بإصابات شديدة.
وأشار إلى أنه لا يمكن للجهات الأمنية وحدها ردع مثل هؤلاء السائقين، حيث يتعين أن يكون هناك دور للمجتمع في مراقبة مثل هؤلاء السائقين والإبلاغ عنهم، بحيث يقوم من يشاهد سائقا من هذه النوعية بالتقاط رقم السيارة والإبلاغ عنه، وفي حال تكرار تلقي بلاغات بشأن سائق معين يمكن للشرطة في هذه الحالة اتخاذ الإجراء المناسب حياله.
من جانبه رأى إبراهيم عبدالله الرميحي أن كثرة الحفريات والتحويلات من الأسباب المهمة لوقوع الحوادث المرورية، حيث تقوم بعض الشركات العاملة في مشروعات البنية التحتية أحيانا بإجراء حفريات عميقة وتتركها لفترات طويلة وبعضها يكون دون لوحات تشير إلى وجودها أو علامات ضوئية تفيد بوجود حفريات أو إنشاءات .. فعلى سبيل المثال هناك حفر عميقة في المرخية مضى عليها نحو 5 أعوام وهي لا تزال كما هي، ومثل هذه الحفريات تكون سببا مهما لوقوع الحوادث المرورية، وهو ما تم نشر بعضه في الصحف.
ومن أسباب الحوادث المرورية كذلك المطبات العشوائية التي يقوم البعض بإنشائها بمعرفتهم بالخرسانة دون مراعاة المواصفات الفنية وهو ما يشكل خطرا داهما على حياة السائقين وسيارتهم أيضا، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يمرون في الشوارع الموجودة بها تلك المطبات لأول مرة وليس لديهم أي دراية بوجودها، وعلى سبيل المثال هناك عدد من هذا النوع من المطبات موجودة أمام بعض المنازل في الخيسة ويعاني السائقون كثيرا منها، وأنا واحد من هؤلاء، لذلك يجب العمل على إزالة مثل هذه المطبات بسرعة، وعلاوة على تلك الأسباب فإن ضعف الإنارة يساهم أيضا في وقوع الحوادث المرورية وهناك شوارع في منطقة المرخية تعاني من هذه المشكلة.
بدوره، قال سعد ضعيف النابت: تلعب السرعة دورا كبيرا في وقوع العديد من الحوادث المرورية، لكن استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة يعتبر - من وجهة نظري - هو السبب الأكثر انتشارا عندنا في قطر وكم سمعنا عن شباب تعرضوا لحوادث مرورية بسبب انشغالهم بالبلاك بيري، كذلك عدم استخدام حزام الأمان وجلوس الأطفال في المقاعد الأمامية والأخطاء التي يرتكبها بعض السائقين عندما يدخلون من طريق فرعي إلى طريق آخر رئيسي.
ورغم أن السرعة الزائدة هي من مسببات الحوادث المرورية فإن السرعة البطيئة هي الأخرى من مسببات تلك الحوادث أيضا، حيث يقود البعض سياراتهم بسرعات بطيئة للغاية على الطرق السريعة فتكون النتيجة تسببهم في وقوع حوادث مرورية.
من جانبه، قال المهندس حسن نصار مدير التدريب والتطوير بمدرسة الراية لتعليم قيادة السيارات: يتواصل مسلسل الحوادث يوميا في الشوارع والطرقات دون أن يتم التوصل إلى حلول رادعة للسائقين المتهورين، والحقيقة أن الطرق بريئة إلى حد كبير من الضلوع في وقوع تلك الحوادث والقضية في معظمها تتعلق بسلوكيات السائقين، وتعتبر الحوادث المرورية المترتبة على تلك السلوكيات مشكلة بالغة الخطورة لما لها من آثار على النواحي الاجتماعية والاقتصادية نظرا لما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات والوقت.
وخلال الآونة الأخيرة، ازدادت نسبة حوادث المرور في قطر، الأمر الذي دفع إدارة المرور إلى محاولة التصدي لها بقوة عبر فرض عقوبات شديدة على بعض المخالفات التي تشكل خطورة كبيرة على السائقين المتهورين أنفسهم وكافة مستخدمي الطريق أيضا وبصفة خاصة مخالفة قطع الإشارة والسرعة الزائدة، كما سعت الإدارة إلى رفع مستوى الكوادر العاملة لديها في مجال التحقيق المروري.
وأضاف: هناك ثلاثة عناصر تمثل أضلاع مثلث العملية المرورية هي العنصر البشري (السائق، المشاة، الركاب) المركبة والطريق .. ففيما يتعلق بالسائق فإن عملية القيادة تعتمد على ردود فعله على الوضع العام على الطريق وما يتطلبه ذلك من أخذ الحيطة والحذر والانتباه للوضع ما بين المركبة والطريق وتقدير الأخطار المحتملة وتغير سرعة المركبة لتجنب المخاطر.
من أبرز الأخطاء البشرية المسببة للحوادث المرورية، التعب والإرهاق وما يؤدي إليه من ضعف في قوة الانتباه لدى السائق وبالتالي طول فترة ردة فعله على تفادي الأخطار المحيطة به. وأشار إلى أن المواد الكحولية والمؤثرات العقلية من العناصر التي تلعب دورا أساسيا في وقوع الحوادث لأن السائق عندما يكون تحت تأثير تلك المواد ينخفض لديه مدى الرؤية الأفقية والقدرة على تمييز الأمور ويصبح غير قادر على تمييز اللوحات المرورية وتقدير السرعات والمسافات، إضافة إلى تأخر سرعة البديهة والقيادة الخاطئة والسرعة الزائدة وعدم الانتباه (أحلام اليقظة والتفكير بالمشاكل الشخصية) وعدم توخي الحرص أثناء السوق.
وبالنسبة لدور المشاة والركاب في الحوادث المرورية، قال نصار: من أبرز الأخطاء البشرية المسببة للحوادث المرورية عدم مبالاة المشاة عند استخدامهم للطريق وتجاهلهم للقواعد الصحيحة للتعامل مع الطريق، كذلك جلوس الأطفال في المقاعد الأمامية أو ركوب الركاب في الصندوق المخصص للحمولة وهو من الأخطاء التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية كذلك عدم استعمال حزام الأمان وإخراج السائقين جزءا من أجسامهم من المركبة.
وفيما يتعلق بالمركبة قال إن المركبة كوسيلة من وسائل النقل الحديث تلعب دوراً بارزاً في ضبط إيقاع الحركة على الطريق، حيث تعتبر صلاحية تلك المركبات عنصرا رئيسيا في ضمان السلامة المرورية على الطريق، لذلك فإن هناك حاجة ضرورية لإجراء الفحوصات الدورية عليها وتفقد التجهيزات الفنية بها. وأضاف: تشتمل أجهزة المركبة أجهزة الوقاية من الحوادث والمتمثلة في الفرامل (البريك)، إلى جانب أنظمة التوجيه والإطارات والاشارات الضوئية وأجهزة الاشارات (الغمازات) وأجهزة السلامة المرورية بها.
وعن عيوب الطرق ودورها في وقوع الحوادث أشار إلى أن الإهمال في صيانة الطريق والبطء في تنفيذ الحفريات وترك مخلفاتها يلعب دورا مهما في زيادة أعداد الحوادث المرورية على الطريق إضافة إلى عدم الالتزام بتزويد مواقع العمل بوسائل الضبط المروري مثل اللوحات الإرشادية والفلشرات والحواجز وكذلك عدم توفير العدد الكافي من الأرصفة والممرات والجسور والأنفاق الخاصة بالمشاة.
وللحد من تأثير عامل الطريق على وقوع الحوادث المرورية أكد ضرورة توفير متطلبات السلامة المرورية على الطرق من لوحات وعلامات أرضية وعواكس وإنارة ومعالجة المواقع التي تتكرر فيها عملية وقوع الحوادث. كذلك توفير متطلبات المشاة وسلامتهم من حيث الأرصفة، وممرات المشاة الآمنة ووسائل التهدئة المرورية على الطرق وخاصة في المناطق السكنية المأهولة وفصل حركة المشاة عن المركبات ودراسة اعتماد التدقيق المروري على مشاريع الطرق ومخططات المدن لاستخدام الأراضي وأي مشاريع أخرى لها علاقة بالسلامة المرورية، قبل المباشرة بتنفيذها وإيجاد الحلول الهندسية المناسبة للمواقع الخطرة التي تتكرر عليها الحوادث. وشدد على أهمية دور التشريعات في الحد من وقوع الحوادث المرورية من خلال وضع العقوبة المناسبة للمخالفة.