قانون السير في مرحلته الثالثة: أي مخالفات وأي إصلاحات ننتظر؟

من الموت المحتم، بعد أن بلغت نسبة تدني أعداد قتلى حوادث السير 40,2%. 746 جريحاً نجوا من المعاناة او الإعاقة أي بتراجع أعداد الجرحى 62.2% .
هذه الإحصاءات الرسمية صدرت عن قوى الأمن الداخلي، مبيّنة تأثير تطبيق قانون السير الجديد الإيجابي، عبر المقارنة بين الفترة الممتدة من 22/4/2014 لغاية صباح 25/6/2014 و22/4/2015 لغاية صباح 25/6/2015.

نجح القانون اذاً في إثبات نفسه كرادع لحوادث السير، وكحام للمواطنين. أمرٌ يصفه أمين سر جمعية "يازا" كامل ابراهيم "بالطبيعيّ". لكنّ الأهم هو الاستمرارية. يشرح كامل في حديث لموقع "لبنان24" أن "وسائل الإعلام كان لها دورٌ اساسيّ في الإضاءة على قانون السير وتوعية المواطنين الذين التزموا به الى حدّ كبير، بالإضافة الى الجهود التي تبذلها القوى الأمنية في هذا السياق".

لكن هل لهذا "الوهج" أن يخفّ اذا ما تركزّت كاميرا الإعلام على حدث آخر؟ كحال ملف الأطعمة الفاسدة مثلاً رغم استمرار وزارة الصحة بإصدار لائحات المواد غير المطابقة للمواصفات؟!.
يأمل كامل ألا يحدث هذا الأمر. يقرّ بأن المرحلة السابقة كانت إيجابية جداً، وطبقت عدة بنود هامّة كمخالفات السرعة والدراجات النارية والتكلم على الهاتف.. لكن المطلوب تطبيق القانون بحذافيره، والأهم صدور القرارات عن وزارة الداخلية للبدء بالإصلاحات. يضيف: "لم يبدأ العمل على سبيل المثال بنظام النقاط بعد، وهو أمر اساسي. كما ان عدداً كبيراً من المخالفات لا يزال خارج سلّم الأولوية، مثلاً فيما يتعلق بالشاحنات".
اما الأكثر الحاحاً وأهمية، فيكمن بحسب كامل، في انشاء المجلس الوطني للسلامة المرورية لوضع الموضوع على الأسس الصحيحة، معلناً في هذا الإطار أن "رئيس الحكومة تمام سلام يبذل جهوداً ملحوظة لانشاء هذا المجلس"، آملاً أن "يبصر النور قريباً".

وإذا كانت المرحلتين السابقتين ركزت فيهما القوى الأمنية على مخالفات السرعة والقيادة تحت تأثير الكحول والتخابر أثناء القيادة، فإن المرحلة الثالثة ستشمل، بحسب كامل، السيارات غير القانونية، عدم وضع أحزمة الامان، القيادة عكس السير. ويوضح مصدر أمني لموقعنا أنه في المرحلة الحالية، سوف تشددّ القوى الأمنية على ضرورة اقتناء مثلثات التحذير واجهزة اطفاء الحرائق في السيارة.
وبمناسبة الحديث عن مخالفات السرعة، يشددّ كامل على "ضرورة وضع آلية جديدة لتبليغ المواطنين بالمخالفات، داعياً اياهم الى "تصحيح عنوان سكنهم لدى هيئة ادارة السير".
توافق جمعية "يازا" على أن طرقات لبنان لا تزال شاهدة على مشاهد رهيبة. كأن هؤلاء المخالفين آتون من المريخ: اطفال يخرجون رؤوسهم من السيارات، "between"، ثملون يقودون، حركات بهلوانية على الدراجات النارية، "واتساب" شغّال.. والأخطر عدم تطبيق القانون في بعض المناطق.
الرجاء الوحيد أن يستمرّ تطبيق قانون السير بالزخم نفسه، وانشاء المجلس الوطني للسلامة المرورية "كي لا نتأثر اذا ما حصلت خضّة سياسية في البلد".