السلامة على الطرقات الاماراتية
أصبحت الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية تشكل مشكلة خطيرة تعاني منها كل دول العالم ، نظراً للخسائر البشرية والاجتماعية والاقتصادية الفادحة التي تخلفها .
ومن هذا الواقع المرير بدأت الدول والمنظمات الدولية والأهلية وغيرها من الجهات المعنية بالتعامل مع هذه المشكلة باهتمام متزايد واتخاذ التدابير والإجراءات المختلفة كسن القوانين والتشريعات الجديدة التي تلائم المتغيرات في هذا المجال وتحسين البنية التحتية للطرق وخدمات الإنقاذ والإسعاف وأعداد الخطط والبرامج التي من شأنها أن تعمل على الإقلال من خطورة الحوادث المرورية والحد منها .
وإذا أخذنا بعين الاعتبار العوامل الرئيسية في الحادث المروري وهي الطريق والمركبة والإنسان ، فإننا نجد أن الأخير كمستخدم للطريق هو الذي يقع عليه الجزء الأكبر من المسؤولية في التسبب بالحادث ، مما يؤكد أهمية وعي وإدراك مستخدمي الطريق على مختلف فئاتهم وأعمارهم بالمساهمة الفاعلة بمعالجة الواقع المرير الذي تشهده الطرق من حوادث أليمة يروح ضحيتها العديد من البشر ، إنطلاقاً من ثقافة وحضارة المجتمع ومن الأسس والمعايير الملزمة للفرد بالنظم والقوانين من قبل مؤسسات الدولة بقصد تأهيله للدرجة الصحيحة والقوية من خلال نشر وتعميم ثقافة السلامة المرورية والتأكيد على تطبيقها للحد من الحوادث وما تحمله من مآسي وفواجع تطال الثروة البشرية والاقتصادية للمجتمع .
واقع مؤلم
إن حوادث المرور على الطرق هي السبب الرئيسي الثاني للوفيات بين الأشخاص في سن 5-25 سنة ، حيث يشكل الشبان من تلك المجموعة من المشاة أو قائدي الدراجات الهوائية أو النارية أو المستجدين في قيادة السيارات أو ركابها الأكثر تعرضاً للموت أو الإصابة بنسبة تزيد ثلاث مرات على نسبة الشابات ( 75% ) ، كما يشكل الأطفال والشباب نسبة عالية من حوالي 1.3 مليون شخص يقتلون على طرق العالم سنوياً ( 3000 قتيل يومياً ) وهو ما يشكل 2,1% من الوفيات في العالم مما يجعل الحوادث المرورية محل مقارنة بأرقام الوفيات الناتجة عن الأمراض الرئيسية القاتلة مثل الملاريا والسل ، كما تحـدث إصابات أو إعاقات لدى 50 مليون آخرين ، ويشكل أشخاص تقع أعمارهم مابين 5-25 سنة ما نسبته أكثر من 40% من كل وفيات حوادث المرور على الطرق عالمياً.
أما خسائر حوادث المرور فتكـلف الدول ذات الدخـل المنخفض والمتوسط 1-1,5 % مـن دخـلها القومي وتكلف الدول ذات الدخل المرتفع 2% من دخلها القومي سنوياً كما تقـدر الخسائر الناجـمة عـنها بحـوالي (518) بلـيـون دولار أمريكي عـلى مـستـوى العالم .
وعلى مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة فقد تراجعت أعداد الحوادث المرورية بنسبة 15.18% في عام 2006م مقارنة بالعام 2005م ،كما تراجعت أعداد الوفيات بين المواطنين بنسبة 13.82% في حينارتفع إجمالي عدد الوفيات في الدولة بنسبة 5.42% وارتفع إجمالي عدد الإصابات بنسبة 4.78% وشكلت وفيات المواطنين ما نسبته 21.37% من إجمالي الوفيات البالغة ( 875 ) حالة وفاة.
هل يمكننا تجنب الحوادث المرورية ؟
انخفضت عدد الإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق في بعض البلدان على الرغم من تزايد أعداد وسائل النقل ، وذلك من خلال التعامل مع عدد من العوامل مثل التثقيف الوقائي والسرعة الزائدة ، واستخدام حزام الأمان والخوذات وتخطيط الطرق وبنيتها الأساسية ، وهي عوامل يمكن من خلال التعامل معها أن ينقذ الكثير من الأرواح وأن يوفر الكثير من الموارد المالية .
سلامة الأطفال
وبما أن الأطفال هم من بين الفئات الأكثر تعرضاً لوقوع حوادث المرور ويروح كثير منهم ضحايا في كل عام لحوادث الدهس ، فإن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على الكبار لتوفير السلامة والحماية لهم .
ففي كل مرة يتعذر السائق بعبارة دارجة " لم تكن أمامي فرصة لتفادي الحادث " والطفل ليس قادراً على إعطاء السائق مثل هذه الفرصة ولكن عليه أن يوفرها لنفسه طالما وجد أمامه طفلاً يمكن أن يصدر عنه تصرفاً طائشاً يكون سبباً في وقوع الحادث ، فإهمال السائق وعدم انتباهه والسرعة الزائدة وإهمال الأسرة لأطفالها والسماح لهم باللعب في الشوارع كانت وراء العديد من حوادث دهس الأطفال .
دور الأسرة
ينبغي على الأسرة أن تمنع أبناءها من الخروج إلى الشوارع بغرض اللعب ، وأن تتيح لهم الفرصة لممارسة هذا النشاط في الأماكن الآمنة مثل الحدائق والملاعب ، كما تقع على الوالدين أيضاً مسؤولية توعية الأطفال وتدريبهم عملياً على الطرق السليمة للسير في الطرق وعبورها ، وتقديم شرح مبسط لقواعد المرور وشرح لمعاني الإشارات والعلامات المرورية .
والتوعية المرورية للأطفال مهمة تشارك فيها المدارس ، ولكن تقع على الوالدين مسؤولية تثبيت هذه الأمور في أذهان الأطفال من خلال التأكيد عليها بالشرح والتدريب العملي في الطريق ، وبأن يكون الوالدين قدوة لأطفالهما بشأن ما يرتبط بنظام المرور وقواعده .
وفيما يلي بعض الأمور التي ينبغي توضيحها للأطفال وإلزامهم باتباعها أثناء السير في الطريق أو عبوره :-
- ينبغي استخدام أرصفة المشاة حيثما وجدت ، وعدم السير في الطريق باعتباره مخصصاً للمركبات والتأكد من خلو الطريق من المركبات قبل النزول من الرصيف .
- التزام أقصى جانب للطريق أثناء السير ، وإذا كنت بصحبة أشخاص آخرين فلا تسيروا أكثر من اثنين جنباً إلى جنب ، وخاصة إذا كان الرصيف ضيقاً أو على المنعطفات .
- لا تسمح للأطفال الصغار بالخروج إلى الطريق دون رقابة ، لا سيما إلى الطرق التي يكثر مرور المركبات عليها ، وإذا خرجت مع الأطفال فيجب الإمساك بأيديهم ، والالتزام بمسار يكون أبعد ما يمكن عن مسار المركبات.
- حين تتوفر حواجز على جانب الطريق ، فلا ينبغي القفز فوقها ، أو السير بينها وبين المركبات ، وإنما ينبغي استعمال الفتحات الموجودة في هذه الحواجز والمخصصة دون غيرها لعبور المشاة .
- تجنب النزول إلى الطريق من بين السيارات الموجودة على جانبه ، وإذا اضطررت إلى اجتياز سيارات واقفة فانتظر بجانبها حتى تكون مرئياً من قبل السائقين ، وحتى يمكنك ملاحظة حركة المرور من حولك .
- عبور الطريق ليلاً يكون اكثر خطورة ، فاحرص على العبور من ممرات عبور المشاة ، وفي حال عدم وجودها فاختر للعبور من مكان قريب من أحد أعمدة الإنارة المضاءة ، ويفضل أن ترتدي ملابس ذات لون فاتح ( أو ان تلبس أو تحمل شيئاً عاكساً للضوء ) حتى يتمكن السائق من رؤيتك ، إذا لم تكن الإضاءة كافية في الطريق الذي تسير فيه .
- لا تعبر الطريق إذا رأيت أو سمعت سيارات الطوارئ ( مثل سيارات الإسعاف والحريق والشرطة والمواكب .... إلخ ) قادمة باتجاهك ، بل انتظر حتى تمر هذه المركبات .
- لا تنزل من حافلة أو تصعد إليها ما دامت متحركة ، ولا تعبر الطريق من أمامها أو خلفها ، انتظر حتى تغادر الحافلة قبل البدء بالعبور .
- استخدم الأنفاق والجسور العلوية المخصصة لعبور المشاة فهي أكثر الأماكن أماناً .
سلامة المشاة وحقهم في الطريق
إن السواقة الآمنة داخل المدن واحيائها السكنية والتجارية تعتمد على التوقع الذكي من جانب السائق لما يمكن أن يصدر عن مستخدمي الطريق من تصرفات ، وإضافة إلى الالتزام بقواعد المرور ، فإن عليه أن يراعي اللياقة والمجاملة ، وتقدير الظروف ، مع الحرص على ألا يكون سبباً في وقوع حادث ، حيث من شأن ذلك أن يوفر السلامة لأطفالنا ولجميع من يستخدمون الطريق .
وينبغي على السائق أن يكون شديد الحذر في المناطق التي يكثر فيها المشاة ، لا سيما في الشوارع المزدحمة والمناطق السكنية أو بالقرب من سيارات واقفة خاصة حافلات المدارس ، وأن يعطي الطريق للمشاة الراغبين في العبور من الممرات المخصصة لذلك ، وعليه عند الاقتراب من ممر لعبور المشاة إذا اقتضى الأمر التوقف التام وإصدار إشارة دالة على تهدئته السرعة والوقوف ، بعد التأكد من عدم وجود سيارة خلفه يمكن أن تصدمه في حالة الوقوف المفاجئ ، ثم الوقوف عند الخط الذي يسبق ممر العبور .
وحيثما وجد مشاة يرغبون في العبور فعلي السائق أن يقوم بالآتي :-
1- أن يعطي نفسه وقتاً أطول للوقوف إذا كان الطريق زلقاً بفعل الرطوبة أو المطر مثلاً .
2-أن يعطي الأطفال والمسنون والمعوقون وقتاً أطول لعبور الطريق ، وأن يتذكر دائماً أن هناك من يعانون ضعفاً في السمع ، ولا يسمعون صوت السيارات التي تقترب منهم .
3-لا يجب أن يصدر السائق أي إشارة للمشاة تفيد بأنه قد أعطاهم الطريق للعبور ، فليست هناك إشارة خاصة بذلك ، ومن الخطورة أن تصدر مثل هذه الدعوة للمشاة بالعبور من جانب أحد السائقين ، لأنه قد لا يكون متأكداً من موقف بقية السائقين وينبغي عليه أن يترك الأمر لتقدير المشاة أنفسهم للموقف .
4- الالتزام بالقواعد المتبعة ، لأن ذلك سيجعل الجميع يعرفون ما هو متوقع أن يصدر عنك .
استخدام حزام الأمان
أصبح استخدام حزام الأمان إجبارياً في معظم دول العالم ، كما هو الحال في الدولة ، وقد أدى استخدام حزام الأمان في هذه الدول إلى الإقلال بشكل كبير من عدد الإصابات ودرجة خطورتها ، كما كان سبباً في إنقاذ أرواح كثيرة ، حيث قلل من خطورة الإصابة بنسبة 40-50% ومن الإصابات القاتلة بنسبة 40-60% .
ما فائدة حزام الأمان
عندما تتوقف مركبة توقفاً مفاجئاً ، فإن كل شئ داخلها بما في ذلك السائق والركاب ، يستمرون في الاندفاع ، وبنفس السرعة التي تنطلق بها المركبة ، وذلك إلى الأمام ما لم يكونوا مربوطين بأحزمة الأمان ، وفي هذه الحالة فإن السائق والركاب يندفعون من المقاعد ليرتطموا بعجلة القيادة أو الزجاج الأمامي للسيارة أو الأجزاء الأخرى الموجودة في داخلها ، وهو الأمر الذي يعرضهم لخطر الإصابة أو الوفاة .
ولقد صمم حزام الأمان ليحد من حركة الركاب داخل المركبة بأقصى سرعة ممكنة ، ففي أثناء التصادم واندفاع الجسم إلى الأمام ، يتمدد حزام الأمان ، ويمتص جانباً من قوة الاندفاع ، ليوزعها على مساحة أكبر من الجسم ، وهذا يؤدي بالضرورة إلى الإقلال من قوة اندفاع الجسم ، وبذلك يكون الاصطدام داخل السيارة أقل عنفاً وخطراً.
ربط حزام الأمان
قد تحدث بعض الإصابات للسائق والركاب رغم ربطهم لحزام الأمان ، ويرجع ذلك إلى عدم ربطهم له بالطريقة السليمة ، فالارتخاء الزائد لحزام الأمان يجعل الجسم يندفع عند وقوع الحادث لمسافة قبل أن يبدأ الحزام في الحد من اندفاعه ، وبذلك تكون هناك احتمالات الإصابة نتيجة الاصطدام بالسطوح الداخلية للسيارة .
ولذلك يجب أن يكون رباط البطن مشدوداً بطريقة مريحة للجسم ، وأن يهبط إلى أسفل بحيث يكون فوق الفخذين مباشرة ، أما رباط الكتف فيجب أن يكون محكماً أيضاً ، بحيث لا تكون هناك مسافة لأكثر من مرور اليد من أسفله ، كما يجب أن يكون مكانه فوق عظمة الترقوة ، بحيث لا يرتفع إلى الأعلى ليحيط بالرقبة ، أو يهبط إلى أسفل لينزلق من فوق الكتف .
ويشدد الخبراء على ضرورة أن يكون الحزام مربوطاً بإحكام حتى يكون تأثيره فعالاً في حالة التعرض لحادث ، وتفادياً لاندفاع الجسم إلى الأمام ليتعرض للاصطدام بأي شئ داخل الحيز المحدود للسيارة .
وأحزمة الأمان العادية تناسب الأطفال الذين يتجاوز عمرهم الثانية عشرة ، أما الأطفال الذين يقل عمرهم عن ذلك فهناك وسائل أخرى لحمايتهم كبديل لأحزمة الأمان .
وهناك العديد من الوسائل لتوفير تلك الحماية ، فالطفل الصغير الذي لا يستطيع الجلوس بعد يمكن وضعه في عربة محمولة تثبت في المقعد الخلفي برباط خاص .
والأطفال من تسعة شهور حتى الرابعة والنصف على أقصى تقدير يجب وضعهم في مقعد للأمان يثبت بطريقة خاصة في المقعد الخلفي .
أما الأطفال بين الرابعة والثانية عشرة فيجب عليهم استخدام أربطة الحماية الخاصة بهم وهي مخصصة للأطفال الذين تكون أجسامهم من الصغر بحيث يصعب عليهم استخدام أحزمة الأمان الخاصة بالبالغين وتربط هذه الأحزمة الخاصة بالأطفال حول الكتف والوسط ، وارتداء مثل هذه الأحزمة لا يوفر الحماية للأطفال فحسب ، إنما يعودهم ويشجعهم من سن مبكرة على استخدام حزام الأمان طوال سنوات حياتهم .
خطر الإصابة بدون حزام الأمان
إن الراكب في المقعد الأمامي يكون أكثر عرضة من غيره من حيث خطورة الإصابة في حالة تعرض السيارة لحادث صدم إذا لم يكن مستخدماً لحزام الأمان ، ويليه من حيث خطورة الإصابة سائق السيارة نفسه .
أما الركاب في المقاعد الخلفية فيكونون هم الأقل تعرضاً لخطر الإصابة ، ويمكن التقليل من جميع هذه المخاطر بربط أحزمة الأمان .
ويعتبر الرأس والصدر هما أكثر أجزاء الجسم تعرضاً لخطر الإصابة في حالة عدم ربط حزام الأمان ، حيث أن إصابة هذاين الجزأين من الجسم هما في مقدمة الأسباب المؤدية للوفاة ، نظراً لارتطام السائق والركاب بالسطوح الداخلية للسيارة .
كما أن حزام الأمان يمنع انقذاف السائق والركاب خارج السيارة حيث تزداد الإصابة وخطر الوفاة بمقدار مرتين على الأقل في حالة انقذاف السائق أو الراكب إلى الخارج عند وقوع الحادث .
وهناك تصور خاطئ بأن حزام الأمان قد يضايق السائق أو الركاب ، ويعوق حركتهم والعكس هنا هو الصحيح ، حيث أن ربط الأحزمة يساعد على إبقاء السائق في الوضع السليم للقيادة ، ويحول دون شعوره بالتعب الذي كثيراً ما يكون سببه ارتخاء الجسم أو عدم سلامة وضعه أثناء القيادة .
كما يتصور البعض أن ربط حزام الأمان لا تكون له ضرورة إلا في الرحلات الطويلة التي تكون السرعة فيها عالية ، والواقع أنه من الضروري استخدام حزام الأمان في جميع الرحلات ، سواء القصيرة أو الطويلة ، وأياً كانت السرعة ، ذلك أن التعرض للحوادث يكون أكثر وقوعاً داخل المدن ، كما ان الإصابات يمكن أن تحدث حتى في السرعات البطيئة نسبياً ، ومعنى هذا أن وقوع الحوادث والتعرض لخطر الإصابة ، لا يرتبط بمسافة أو سرعة معينة ، وأنه يجب على السائق والركاب الالتزام باستخدام حزام الأمان في كل وقت يتم فيه استخدام السيارة .
استخدام الدراجات
يجب على مستخدم الدراجة النارية أو الهوائية استخدام خوذة الرأس الواقية حيث ثبت أنها الطريقة الوحيدة والأكثر فاعلية للوقاية من إصابات الرأس والوفيات عند حدوث تصادم .
وضماناً لسلامة مستخدمي الدراجات فإن عليهم الالتزام بالجانب الأيمن من الطريق ، ويحظر عليهم السير فوق الرصيف ، وعند وجود مسار مخصص لسير الدراجات فيحب عليهم التزامه وعدم الخروج منه إلا للضرورة .
وأيضاً يجب عليهم أن يسيروا فرادى الواحد تلو الأخر ما لم تقتضى الظروف غير ذلك ، ويحضر على قائد الدراجة قيادتها بدون الإمساك بمقودها أو الإمساك بيد واحدة فقط ، إلا في حالة إصدار إشارة يدوية ، ولا يجوز له السير متعرجاً أو الاندفاع بسرعة خطيرة أو السير بها بأية حالة أخرى ينجم عنها خطراً على مستخدمي الطريق الآخرين .
الــســرعــة
تعتبر السرعة أحد أكثر العوامل الرئيسية المسببة للحوادث المرورية المروعة والتي ينتج عنها وفيات وإصابات خطيرة ، نظراً لقوة التصادم أو التدهور الشديد الدي تحدثة السرعة الزائدة .
ويميل كثير من الشباب بصفة خاصة للقيادة بسرعات مفرطة أو غير مناسبة وذلك يرجع لاندفاعهم وطيش بعضهم ، حيث من الملاحظ أن أكثر الحوادث الناتجة عن السرعة يكون الشباب عادة طرفا فيها .
وقد عمد المشرعون إلى تحديد السرعة على الطرق سواء الداخلية منها أو الخارجية بعد إجراء الدراسات التي راعت الظروف المحيطة بالطرق والمؤثرات المختلفة مثل مساحة وطول الطريق والأحوال الجوية والكثافة السكانية وحركة السير عليه وغيرها من العوامل ، الأمر الذي يحتم على مستخدمي الطريق من السائقين التقيد بالسرعة المحددة حفاظاً على سلامتهم وغيرهم من مستخدمي الطريق .
وعلمياً أدى الإقلال من سرعة المرور بمقدار 1 كم /ساعة إلى نقص مقداره 4-5% من التصادمات القاتلة ، كما أن الإقلال من السرعة التي يتحرك بها المرور تحمي المشاة أيضاً .
ومن الحقائق الثابتة أن السرعة لها تأثير مباشر على تحديد مجال الرؤية أمام السائق ، فمع السرعة البطيئة يتركز نظر السائق على الأشياء القريبة منه ، ومع زيادة السرعة يتجه نظره إلى الأشياء الأكثر بعداً ، ودلك لأن عيني السائق تغيران آلياً من بؤرة التركيز تبعاً لزيادة السرعة .
والقاعدة العامة التي يمكن استخلاصها من ذلك أنه " مع زيادة السرعة يكون اتجاه العين على الرؤية البعيدة وتكون الرؤية بالنسبة للمسافة القريبة أقل وضوحاً " .
والسرعة على هذا النحو يمكن أن تتحول إلى خطر محقق خاصة إذا استخدمت في المكان الخاطئ ، فإذا كانت حركة المرور متوسطة أو كثيفة يكون السائق بحاجة إلى رؤية التفاصيل القريبة منه حتى يتفادى حوادث الصدم أو الدهس ، ولابد له عندئذ من تخفيض السرعة إلى الحد الذي يسمح للعين من تغطية المسافة التالية للسيارة مباشرة ، وملاحظة ما يدور فيها بوضوح تام .
السرعة ومسافة الوقوف
عندما يلوح اي خطر أو ظرف طارئ يتطلب الوقوف بالسيارة لتفاديه ، فإن السيارة لا تتوقف لحظة رؤية هذا الخطر ، أو حتى بمجرد الضغط على الفرامل ، وإنما لابد من أن تقطع السيارة مسافة قبل أن يتمكن سائقها من إيقافها وهو ما يسمى بـ " مسافة الوقوف " .
ويمكن تعريف مسافة الوقوف بأنها المسافة التي تقطعها السيارة من اللحظة التي يدرك فيها السائق حاجته إلى الضغط على الفرامل لإيقاف السيارة وحتى اللحظة التي تتوقف فيها بالفعل ، ويتوقف تحديد مسافة الوقوف على خمس عوامل :
1- مدى سرعة السيارة .
2- حالة الطريق وما إذا كان مستوياً أو يتجه نحو الارتفاع أو الانحدار .
3- ظروف الجو.
4- حالة الفرامل والإطارات .
5- قدرة السائق ومهارته ومدى انتباهه ويقظته .
ويمكن تجزئة مسافة الوقوف إلى مرحلتين ، الأولى هي المسافة التي تقطعها السيارة بين اللحظة التي ينتبه فيها السائق إلى وجود خطر أو أي ظرف طارئ يستدعي الوقوف وبين اللحظة التي ينقل فيها قدمه للضغط على الفرامل ، وهي فترة تبلغ سبعة أعشار ( 0,7 ) الثانية إذا كان السائق في حالته العادية ، وتطول هده الفترة إذا كان الشخص مسناً أو مجهداً أو مشتت الدهن لتصل إلى ثانية أو أكثر ، والمسافة التي تقطعها السيارة خلال هده الفترة يطلق عليها اسم " مسافة رد الفعل " .
والمرحلة الثانية هي المسافة الأخرى التي تقطعها السيارة بين اللحظة التي يبدأ السائق فيها بالضغط على الفرامل واللحظة التي تتوقف فيها السيارة بالفعل ، حيث تبلغ الفترة اللازمة لذلك نحو الثانية ، وتقطع السيارة خلالها مسافة أخرى يطلق عليها اسم " مسافة الفرامل " وتزيد هذه المسافة ، بل ويمكن أن تتضاعف عندما تكون الطريق زلقة أو تغطيها الرطوبة أو الرمال ، كما تزيد هذه المسافة عندما تسوء حالة الفرامل والإطارات .
والمسافة الكلية التي تقطعها السيارة عندما يلوح خطر أو ظرف طارئ أمام السائق هي التي يطلق عليها " مسافة الوقوف " وتتألف من مجموع مسافة رد الفعل ومسافة الفرامل .
وتكون سرعة السيارة هي العامل الحاسم في تحديد هذه المسافة ، وبالتالي تحديد مدى قدرة السائق على تفادي وقوع حادث أو إخفاقه في ذلك وتعرضه لكل ما يترتب على ذلك من نتائج قد يكون هو نفسه أول ضحاياها.
فإذا كان السائق في حالته العادية يسير على طريق جاف ، وكانت حالة الفرامل والإطارات جيدة ، فإن السيارة لابد أن تقطع 10.8 متراً قبل الوقوف إذا كانت تسير بسرعة 30 كليومتراً في الساعة .
وفي نفس الظروف فإن المسافة الكلية للوقوف تصل إلى 32.4 متراً إذا زادت سرعة السيارة إلى 60 كليومتراً ، كما تصل مسافة الوقوف إلى 77.7 متراً إدا وصلت سرعة السيارة إلى 100 كيلومتراً وهكذا .
والسائق الحريص على تفادي الحوادث يضع هذه الحقائق الهامة في اعتباره حتى يكون مستعداً لأي مفاجأة قد تصادفه على الطريق ، وحتى يتيح لنفسه الفرصة الكافية لتفادي الخطر .
وإدراك هذه الحقائق المرتبطة بالمسافة التي تقطعها السيارة قبل الوقوف يفرض على السائق مراعاة الأمور التالية :
1-ضرورة تخفيض السرعة داخل المدن ، حيث يتزايد ضغط السيارات والمشاة ، وذلك تفادياً لحوادث الصدم والدهس .
2-ضروة تحديد السرعة على الطرق الخارجية ، بحيث يكون بإمكان السائق إيقاف السيارة في اللحظة المناسبة ، وقبل الوقوع في خطر صدم السيارات أو الحيوانات السائبة .
3-تركيز الانتباه أثناء القيادة والتوقف عنها في حالة الشعور بالارهاق أو تشتت الدهن ، فالحالة الجسمانية والنفسية للسائق لها أثر كبير في سرعة الانتباه للخطر ، وسرعة الوقوف بالسيارة قبل ارتكاب حادث صدم أو دهس .
4-ضرورة الاهتمام بصيانة السيارة ، وبصلاحية الفرامل والإطارات بوجه خاص ، حتى يمكن الوقوف بأقصى سرعة عندما يلوح الخطر
5-إيجاد مسافة اتباع كافية بين كل سيارة وأخرى ، وزياردة هذه المسافة بما يتناسب مع زيادة السرعة ، ووفقاً لحالة الجو وظروف الطريق ، بحيث يكون في إمكان السائق التوقف بسيارته في حالة اضطرار السائق الذي أمامه للوقوف المفاجئ دون أن يتعرض للصدم من الخلف .
ويوضح الجدول التالي مسافة الوقوف الكلية التي تقطعها السيارة على الطريق الجاف وفقاً لمتوسط مدة رد الفعل التي تبلغ سبعة أعشار ( 0,7 ) الثانية ، وعندما يكون السائق في حالته العادية ، مع مراعاة أن مسافة الفرامل يمكن أن تتضاعف إذا كان الطريق زلقاً ، وأن مسافة رد الفعل يمكن أن تزيد أيضاً كلما زادت مدة الاستجابة للخطر بتأثير الحالة الجسمية أو الذهنية للسائق .
السرعة في الساعة
|
مسافة رد الفعل
|
مسافة الفرامل
|
مسافة الوقوف
|
30 كم
|
5.5 م
|
5.3 م
|
10.8 م
|
50 كم
|
9.2 م
|
14.8 م
|
24 م
|
60 كم
|
11 م
|
21.4 م
|
32.4 م
|
80 كم
|
14.7 م
|
38 م
|
52.7 م
|
100 كم
|
18.3 م
|
59.4 م
|
77.7 م
|
120 كم
|
22 م
|
85.5 م
|
107.5 م
|
- RoSPA Source Transport Research Laboratory, UK, 2007, © Road Safety Authority, 2007
هذا الجدول يبين مسافة الوقوف الكلي في حالة الطريق الرطب أو المبتل:
السرعة في الساعة
|
مسافة رد الفعل
|
مسافة الفرامل
|
مسافة الوقوف
|
30 كم
|
5.5 م
|
9.4 م
|
14.9 م
|
50 كم
|
9.2 م
|
26.1 م
|
35.2 م
|
60 كم
|
11 م
|
37.5 م
|
48.5 م
|
80 كم
|
14.7 م
|
66.7 م
|
81.4 م
|
100 كم
|
18.3 م
|
104.3 م
|
122.6 م
|
120 كم
|
22 م
|
150.2 م
|
172.2 م
|
- RoSPA Source Transport Research Laboratory, UK, 2007, © Road Safety Authority, 2007
سلامة الطفل
يكون الأطفال أكثر تعرضاً لحوادث المرور ، نتيجة عدم تقديرهم لسرعة السيارات التي تقترب منهم ، ولذلك فإنهم يندفعون إلى عرض الطريق متصورين أن السيارات لا زالت بعيدة عنهم .
كما أن الأطفال نظراً لقصر قامتهم لا يتمكنون غالباً من رؤية السيارات القادمة نحوهم قبل فترة يمكنهم خلالها الابتعاد عن الطريق ، أو ينتبهون إلى عدم الاندفاع إليه .
وعندما ينشغل الأطفال باللعب فإن أذهانهم تتركز عليه دون غيره ، ويجعلهم ذلك يغفلون عن الانتباه للسيارات التي تعبر الطريق .
وكذلك فإن الطفل ليس لديه القدرة على تقدير العواقب أو توقع النتائج ، ولذلك فإنه قد لا يدرك الخطر الناجم عن الاندفاع إلى عرض الطريق ، حتى ولو كانت هناك سيارة تقترب منه ، وتعرضه للخطر .
ومهما كانت التحذيرات والتوجيهات الصادرة إلى الطفل بشأن سلامته في الطريق ، فلابد أن نتوقع منه النسيان أو شرود الذهن ، وأن ندرك أنه لا يستطيع في هذه المرحلة من العمر أن يوفر لنفسه الحماية ، وأن نبذل جهدنا حتى نوفر لأطفالنا ما لا يستطيعون توفيره لأنفسهم ، وهو الحماية من خطر الحوادث المرورية .
أخي السائق
· ينبغي عليك أن ترقب الأطفال باهتمام بمجرد الاقتراب منهم ، وأثناء مرورك بهم ، وأن تكون مستعداً للوقوف في أي لحظة ، وعند التوقف للسماح للأطفال بعبور الطريق ، احرص على أن تعطيهم الوقت الكافي لذلك .
· إن الأطفال الذين يلعبون في الطرق أو بالقرب منها غالباً ما ينسون حركة المرور فيها نتيجة انشغالهم باللعب ، ويجب أن تضع ذلك في اعتبارك عند الاقتراب من أماكن تواجدهم ، أو عند مرورك في المناطق السكنية التي يقطنون فيها .
· عندما تشاهد طفلاً يجري أمامك في الطريق ،فإنك لا تدري على أي نحو سيكون تصرفه ، ويجب أن تضع في ذهنك جميع الاحتمالات وأن تكون مستعداً لاتخاذ التصرف السليم في الوقت المناسب .
· رغم أنه غير مسموح للأطفال بركوب الدراجات في الطريق ، فإن هذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان ، وخاصة خلال عطلات المدارس ، وعند المرور في المناطق السكنية ، وعلى السائق عند الاقتراب من طفل يركب دراجة الابتعاد عنه بقدر الإمكان ، وأن يتوقع قيام الطفل بتغيير اتجاهه بشكل مفاجئ .
· التزم بمزيد من الحذر عند اقترابك من المدارس ، وخاصة في أوقات الحضور والانصراف ، وتوقع وجود بعض الأطفال الذين يعبرون الطريق ، أو قد يسيرون فيه راجلين ، ولتكن أكثر حذراً إذا كانت الرؤية أقل وضوحاً ، كما في حالة انتشار الضباب في الصباح .
· يتحتم عليك قبل الرجوع بالسيارة إلى الخلف أن تتأكد من عدم وجود أطفال وراءها ، وقد لا يكفي لذلك مجرد إلقاء نظرة من النافذة ، وإنما يستدعي الأمر النزول من السيارة لإلقاء نظرة حولها .
· عند الانعطاف إلى طرق فرعية ، يجب أن يحذر السائق من احتمال وجود أطفال في عرض الطريق ، وأن يراعي ذلك بتهدئة السرعة ، وأن يسمح لهم في حال تواجدهم بالعودة إلى الرصيف أو العبور بسلام .
· احرص أثناء السير في الطريق على أن يبقى الطفل الصغير في يدك ، ولا تدعه يذهب بعيداً عنك لآي سبب .
· يحتاج الأطفال إلى رعاية خاصة لتوفير السلامة لهم أثناء ركوبهم السيارة ، وأولها ضرورة جلوسهم في المقاعد الخلفية للسيارة ، مع ربطهم بحزام الأمان المناسب ، وتذكر أن الراكب في المقعد لأمامي للسيارة الأكثر تعرضاً لخطورة الإصابة في حال وقوع حادث ، أما الركاب في المقاعد الخلفية فهم الأقل تعرضاً للإصابة .
· لا تغفل عن اتخاذ احتياطات السلامة الضرورية والبسيطة في نفس الوقت ، مثل إحكام إغلاق أبواب السيارة وعدم السماح للأطفال بالعبث بها ، ومنعهم من إخراج أيديهم أو رؤوسهم من النوافذ ، كما لا ينبغي السماح لهم بالوقوف أو القفز أو التجول داخل السيارة أثناء سيرها .
· إن الأطفال يقلدون الكبار بسرعة ، فاحرص على أن تكون مثلا طيب لهم .. اشرح للطفل نظام المرور في بساطة ، ودربه عملياً على حماية نفسه أثناء السير في الطريق وعبوره .. وحدثه عن نظام المرور ، وكيف أن الالتزام به يوفر السلامة لجميع مستخدمي الطريق .. والفت نظره إلى علامات المرور الموجودة في الطريق ، واشرح له دلالتها ، والمطلوب من السائق إتباعه عند رؤيتها ، ووضح له الخطورة الناجمة عن مخالفتها .
حافظ على سلامة طفلك الآن ، وعلمه كيف يحافظ على سلامته مستقبلاً .. ولنحرص جميعاً على ألا يكون أطفالنا ضحايا لحوادث المرور .
ترك مسافة بين السيارات أثناء السير
تعتبر قيادة السيارات من المهارات التي يستخدم الإنسان فيها أربع حواس من حواسه الخمس، بالإضافة إلى حاسة سادسة هي حاسة التوقع و إدارك حلول الخطر، و لذا فإن سائق السيارة حين ممارسته للقيادة يجب ألا ينشغل بغيرها و أن يركز كل انتباهه فيما يقوم به من عمل و ما يحتاجه من مهارة حتى لا يرتكب أخطاء تقوده إلى ارتكاب حادث و أن يتمكن من تفادي أخطاء الآخرين نتيجة الانتباه و التركيز و التوقع و هو ما يعرف بالقيادة الوقائية( Defensive Driving).
وتعتبر حوادث الصدم من الخلف من أكثر حوادث السير شيوعا خاصة داخل المدن و غالبا ما ترجع إلى عدم الانتباه إلى تهدئة السيارات للسرعة نتيجة الاقتراب من تقاطع أو إشارة مرور ضوئية أو تهدئة السرعة بغرض الالتفاف إلى اليمين أو اليسار مما يؤدي إلى حوادث الصدم من الخلف.
ومن ثم فإن ترك مسافة كافية بين السيارة و الأخرى يعد أحد أهم مهارات القيادة التي يجب أن يلم بها السائق، أن يحرص على الالتزام بها حتى لا يعرض نفسه و الآخرين من مستعملي الطريق للأخطار و هذا ما نصت عليه المادة الأولى من اللائحة التنفيذية لقانون السير و المرور الاتحادي و التي تنص على : ( على كل مستعمل للطريق التزام قواعد و آداب المرور و إتباع إشاراته و علاماته و تعليمات رجال المرور و الشرطة و أن يراعي في مسلكه بذل أقصى عناية و التزام الحيطة و الحذر اللازمين و ألا يؤدي مسلكه إلى الإضرار بالغير أو تعريضه للخطر.....)
و تنص المادة 50 من اللائحة على( على كل قائد مركبة أن يترك بينه وبين المركبة التي أمامه مسافة كافية لتمكينه من التوقف عندما تخفض المركبة الأمامية سرعتها فجأة و عليه أن يتنبه لإشارات قائدها، و لا يجوز استعمال المكابح (الفرامل) فجأة بغير مبرر، و يجب على قائدي كل المركبات التي تسير في مجموعة واحدة أن يتركوا مسافة كافية بين كل مركبة و أخرى لتمكين المركبات الأسرع من اللجوء إلى هذه المسافات لتفادي الحوادث و الأخطار عند القيام بعملية التخطي).
فالقانون ينظم كيفية السير على الطريق و التزامات السائق بترك مسافة كافية بينه و بين السيارة التي أمامه تفاديا لوقوع الحوادث، أما عن طول هذه المسافة التي يتوجب على السائق تركها و التي تعتبر آمنة له وللسائق الذي يسير أمامه، فإن هناك عدة عوامل تتداخل في تحديد هذه المسافة من حيث الطول أو القصر منها عدد المسارات في الشارع و درجة الازدحام و السرعة المسموح بها على الطريق و أي مسار يشغله السائق، ففي كثيرا من الأحيان يفاجأ السائق الذي يسير في المسار الأيمن من الطريق بالسائق الذي يسير أمامه بتهدئة السرعة بشكل مفاجئ للانحراف إلى شارع فرعي جهة اليمين، و قد يفاجأ السائق الذي يسير في المسار الأوسط بتهدئة مفاجأة من السائق الذي أمامه تحيطا للاقتراب من الإشارة الضوئية، و كلها سلوكيات تلقي بالمسئولية على كلا السائقين، فالقانون يشترط الإفصاح عن تغيير الاتجاه قبل الوصول للتقاطع بمسافة كافية لتنبيه القادمين من الخلف، كما يلقي بنفس المسئولية على القادم من الخلف بترك مسافة كافية تجنبا للتهدئة المفاجئة التي يحظرها القانون كما سبق ذكره.
ولا يقتصر ترك المسافة بين السيارة و الأخرى على الطرق الداخلية فقط فهو أكثر إلحاحا على الطرق الخارجية حيث تكون السرعة عاملا هاما في ضرورة زيادة الفيصل الطولي في المسافة بين السيارة و الأخرى باعتبار أن السرعة تعجل من تقليل المسافة و تزيد من احتمالات الحوادث.
إن الطريق يمثل مجتمعا متكاملا أعضاؤه هم مستعمليه من السائقين و المشاة و لكل منهم عدد من الواجبات كما له عدد آخر من الحقوق، ولا يمكن أن يستأثر الفرد بالحصول على حقوقه إلا بعد أن يوفي ما عليه من واجبات.
عن الالتزام بترك مسافة مناسبة بين السيارة و الأخرى فضلا عن كونه التزاما قانونيا تنظمه مواد اللائحة التنفيذية لقانون السير و المرور، فهو إجراء احترازي يجب أن يقوم به كل سائق لتفادي وقوع الحوادث، فإذا ما تحلى الفرد بروح الالتزام بقواعد السير إلى جانب تسخير حواسه وتركيزه نحو القيادة لا ينشغل بغيرها فإن ذلك من شأنه أن يقي السائق و غيره من مستعملي الطريق شر حوادث السير.
السفر
يعتبر السفر من أهم الوسائل المفيدة التي تجدد نشاط الإنسان وحيويته وتروح عن نفسه وتكسبه التعرف على الناس والإطلاع على حضارات الدول وثقافات الشعوب والتمتع بالطبيعة والمواقع السياحية التي تعكس تاريخها وحضارتها.
والمرء خلال إجازته يبتعد عن ضغوطات العمل اليومية ويعطي لنفسه قدراً من الحرية في ربوع تلك الدول وتلك الأماكن ، ويسجل تلك اللحظات بعدسته للرجوع إليها لتعيده إلي تلك اللحظات التي عملت علي إسعاده وإشعاره بالراحة .
ولضمان قضاء فترة الإجازة في راحة وبعيداً عن أية إشكالات قد تعكر صفوها لابد من اتخاذ التدابير الوقائية قبل السفر وخلال السفر وفي البلد المراد السفر إليه .
التدابير الوقائية قبل السفر :
- احرص عزيزي المسافر على تأمين منزلك قبل السفر وأحكم إغلاقه .
- قم بإبلاغ أقرب مركز للشرطة عن موعد ومدة سفرك .
- لا تترك المجوهرات الثمينة أو المستندات المهمة داخل المنزل عند سفرك. ومن الأفضل إيداعها في صناديق الأمانات التي توفرها البنوك .
- تأكد من صلاحية جواز السفر وحصولك على تأشيرة الدخول للبلد المراد السفر إليه .
- احرص على تأكيد حجوزات سفرك ( المغادرة والعودة ) وحجز الإقامة في البلد المراد السفر إليه .
- تأكد من سريان صلاحية البطاقة الائتمانية وبطاقة السحب النقدي ووجود رصيد يكفي طول مدة السفر، وتأكد من وجود التوقيع خلف البطاقة، ولا تعتمد كلياً على البطاقات، فمن المفضل أن تأخذ معك بعض الشيكات السياحية وبعض المبالغ النقدية.
- اشترك في خدمات الهاتف المصرفي قبل سفرك .. فهي تعمل على مدار اليوم وتقدم مساعداتها في أوقات الطوارئ.
التدابير الوقائية أثناء السفر :
تذكر أن شركات الطيران تحظر اصطحاب عدد من المواد التي تشكل خطورة داخل الطائرة مثل :-
- المواد والأدوية ذات النشاط الإشعاعي .
- المواد الصلبة القابلة للاشتعال والمواد المتفجرة والألعاب النارية .
- البطاريات السائلة والمواد الحارقة والمواد المؤكسدة والمواد السامة والمواد القابلة للاشتعال .
كما يمنع تشغيل الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوتر المحمول وأجهزة تشغيل الأقراص المضغوطة وألعاب الفيديو وألعاب الكمبيوتر والهواتف النقالة أثناء الإقلاع والهبوط .
وفيما يتعلق بالأمتعة يجب على المسافر مراعاة ما يلي :-
- الحرص على إعداد أمتعة السفر شخصياً والتأكد منها وعدم قبول أية أمتعة من أشخاص آخرين .
- عدم ترك الأمتعة دون رقابة وبطريقة تمكن أي شخص من وضع أشياء داخلها .
- الحرص على أن يكون وزن الأمتعة 30 كيلوغرام للقطعة الواحدة .
- التقيد بالشروط الأمنية الجديدة المتعلقة بكميات السوائل والجيل والسوائل الطيارة المسموح بحملها في حقائب اليد .
التدابير الوقائية في بلد السفر :
- تجنبما يثير الشبهات حولك وكن خير سفيرلبلدك.
- تجنب الأماكن المشبوهة والمشبوهين من الناس .
- تجنب إظهار محتويات محفظتك النقدية أو التباهي بما تحمله من أموال.
- لا تكتب الرقم السري للبطاقة الإلكترونية خلف البطاقة، ولا تحتفظ بالأرقام السرية مع البطاقات في مكان واحد، واحتفظ بصورة من بطاقات الائتمان وبطاقات السحب النقدي وأبلغ البنك عنها فور فقدانها.
- ضع أموالك وجوازك في ( السفتي بوكس ) وهوموجود في أغلب الفنادق وأحتفظ بصورة منالجواز.
- عند وصولك للدولة المعنية توجه لسفارةبلدك وسجل جوازك لديهم.
- عند حدوث أي مشكلهفأخبر سفارة بلدك بها حتى يتم معالجة الموضوع وهو في المهد حتى لا تتفاقمالمشكلة.
- كن حريصاً على أطفالك وزوجتك وأعلم أنسفرهم معك من مسؤولياتك فلا تفسدهابإهمالهم.
السفر بالبر :-
موسم الصيف من أهم مواسم السفر بالبر، نظراً لكون السيارة ستكون وسيلة التنقل في المدينة المراد السفر إليها، كما أن للسفر بالسيارةمتعة أخرى وهي التمتع بالنظر ومشاهدة المدن والقرى التي تقع على الطريق.
والسفر بالسيارة قرار هام ، ويجب الاستعداد له قبلالسفر بمدة كافية، ولأن السفر مغامرة، ويحرص القائمون بها بأن تكون مغامرة ممتعةوناجحة، ولكن عدم الاستعداد وعدم التخطيط الجيد، قد يجعلها مغامرة فاشلة أو متعبةومكلفة.
لذا فإن هناك نصائح نقدمها لك عزيزي المسافر منها :-
- فحص السيارة جيدا، وخاصة الإطارات والبطارية والأنوار والفرامل والسيورالعديدة، وأن يتأكد السائق من أن السيارة في حالة جيدة وقدرة على قطع مسافات بعيدة من مهندس مختص أو ميكانيكي خبير.
- ويجب أنيعرف منظم الرحلة خريطة الطريق الذي سيسلكه، ويجب أن يعرف بعد المسافات بين القرىوالمدن التي تقع على الطريق، لأن ذلك سيساعده في معرفة الاتجاه الذي يأخذه في حالةالطوارئ، هل من الأفضل مثلا أن يعود من حيث أتى أم يستمر في سيره إلى الأمام.
- التأكد من وجود حقيبة الإسعافات الأولية، والطوارئ الميكانيكية، مثلالرافعة وأسلاك الاشتراك والإطار الاحتياطي.
- التأكد من صلاحية الهاتف المتحركوملحقاته، وشراء التشبيكات الخاصة بشحن بطارية الهاتف من بطاريةالسيارة.