بسببها مصر الأولى عالميا فى حوادث المرور. طرق الموت السريع
مسلسل نزيف الاسفلت لم ينته ولن يتوقف، بعد ان جعلنا نفقد الأب أو الابن أو الأم فى حوادث لا نعرف المتسبب الحقيقى فيها. هل بالفعل هو العنصر البشرى وعدم الالتزام بالقواعد المرورية أم سوء الطرق وعدم وجود عناية بتصميمها لذلك لابد من العمل على ايجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على الاقل معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية.
- أكد الخبراء أن أسباب الحوادث واحدة رغم تنوعها وتعددها بين مسئولية العنصر البشرى ممثلا فى السائقين وبين الطرق غير المطابقة للمواصفات وضعف الرقابة والقانون والجهل به أحيانا.
ويؤكد اللواء احمد عاصم المنسق العام للاحلال المرورى ان الدراسات العلمية أثبتت فى الفترة الاخيرة ان اسباب حوادث الطرق تعود 80% منها الى سلوكيات قائدى المركبات و12% منها الى عيوب بالمركبة و1 الى 2% عوامل جوية و5% عيوب هندسية لشبكة الطرق ويشير الى ان سلوكيات قائدى المركبات السلبية تتمثل فى الرعونة والاهمال والاستهتار واللامبالاة اثناء القيادة بالاضافة الى عدم المعرفة وعدم الخبرة وكذلك عدم توافر النواحى النفسية واللياقة البدنية والصحية بوجه عام والتى يجب ان تتوافر اثناء الجلوس امام عجلة القيادة وكلها اسباب تعكس الصورة السلبية المؤدية فى النهاية الى حادث مرورى قد يؤدى بحياته والآخرين.
واضاف عاصم ان كل هذه الاسباب تسير فى اطار عدم تفعيل القوانين المرورية الخاصة بالسرعات المقررة على شبكة الطرق وقواعد واداب المرور وقائد سيارة غير مقدر للمسئولية وقانون غائب ورجل مرور غير موجود والمحصلة دماء على الاسفلت، ويرى ان سيارات النقل الثقيل ضرورة على شبكة الطرق مع الوضع فى الاعتبار ضرورة تفعيل دور السكك الحديدية ودورها الاصيل فى عمليات نقل البضائع من والى المواقع المختلفة لتخفيف الاعباء والضغوط والاحمال عن شبكة الطرق بشكل عام فلا شك ان الاهمال والنقل الثقيل يتسببان فى تدمير الطبقة الاسفلتية مما يؤدى ايضا الى وقوع الكثير من الحوادث وتعطيل وتوقف حركة المرور اضافة الى الخسائر المادية العالية كنتيجة لاعمال تدمير الطريق وما يلازمها من اعادة الرصف والصيانة من وقت لاخر فكل هذه الاموال من الضرورى مراعاة تحزيمها والحد منها من خلال الحفاظ على شبكة الطرق وتنظيم حركة النقل وتفعيل دور السكك الحديدية وقيام رجال المرور بكافة الواجبات الوظيفية والتى تلزمهم بالعمل الجاد والحفاظ على ارواح المواطنين ولكن الشارع المصرى مازال ينطق بالفوضى والاهمال مع الاحترام الكامل لكافة الجهود المبذولة لكن الاحساس والشعور العام لدى مستخدمى الطرق ان شبكة الطرق فى مصر والقائمين على تنظيم الحركة المرورية كمنظومة كاملة لا ترتقى لقامة المواطن المصري.
ويوضح الدكتور مجدى صلاح الدين استاذ هندسة الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان جزءا كبيرا من حوادث الطرق سببها حالة الطريق نفسه لكنه لم يكن هناك دراسه واضحة لتأكيد نسبتها خاصة وان التحقيق فى حوادث الطرق لم يكن دقيقا وانما يمكن تقديرها بنسبة تقريبية تتراوح بين 10 الى 15% ويرى انه احيانا تصميم الطريق واحيانا حالته قد يكونان سبب لوقوع الحوادث فهناك ما نسميه تجهيزات الطريق من ناحية السلامة المرورية وهى تتمثل فى وجود اللافتات الارشادية واللافتات التحذيرية وحواجز الامان والفواصل وعلامات المنحنيات والعلامات الفسفورية (عيون القط) والحواجز الخرسانية والمعدنية وكلها هامة لحماية قائد المركبة وتلك العلامات اما غير متواجدة على الطرق او تسرق او تكسر ولم يتم صيانتها ويؤكد اننا فى حاجة الى صيانة العديد من الطرق لتوافر الحد الادنى من الامان بها.
اما بالنسبة لسيارات النقل فيرى ان مشكلتهم تتمثل فى عدم الالتزام فسيارات النقل فى جميع دول العالم تسير فى اليمين اما فى مصر مع كثرة نزلات الكبارى ومطالعها العشوائية والسير فى عكس الاتجاه زادت من تفاقم المشكلة ويضيف ان عدم تنفيذ القوانين وعدم الالتزام بقوانين المرور الخاصة بالسير يساعد من زيادة حوادث الطرق لذلك يجب فرض كمين ثابت لضبط المخلفات التى تتم ومتابعة حالة رصف وصيانة الطرق بصفة دورية، فعلى سبيل المثال الطريق الدائرى يحتاج الى متابعة دورية نظرا لسير السيارات النقل عليه فهو الطريق الوحيد المسموح لهم باستخدامه بالاضافة الى ان حمولتهم من مواد بناء كرمل وزلط واسمنت تتناثر على الطريق لعدم تحميلها بطريقة صحيحة مما يتسبب فى وقوع الحوادث ويشير الى اهمية اضاءة بعض الاماكن الخطرة والرقابة المرورية من خلال توافر اكمنة متحركة تتفقد حالة الطريق بصورة دائمة ويرى ان عدم تفعيل قانون سير سيارات النقل ليلا للحد من وقوع حوادث ما هو الا قرار سياسى خاصة انها تنقل حمولات من الميناء فاذا تحركت ليلا فعندما تصل الى المكان الذى تنقل اليه البضاعة فستجده مغلق مما يعطل حركة التجارة الى جانب حالة عدم الاستقرار الامنى الذى نعيش فيه فقد يتعرضون لسرقة حمولتهم خاصة ان نسبة كبيرة من سائقى النقل يعانى من الادمان فادمان مع حركة ليلية غير مؤمنة سيؤدى الى وقوع كوارث كالسرقة والقتل، ويؤكد أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا فى عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق داعيا الى تخصيص طرق للشاحنات وتشديد الرقابة على السائقين وبخاصة بعد أن كشفت دراسة أن 30% منهم يعاطى منبهات وأوضح أن المقطورات تعد سببا رئيسيا وراء زيادة حوادث الطرق، حيث هناك أكثر من 800 ألف شاحنة يضطر معظم سائقيها للقيادة عشر ساعات متواصلة لتسديد أقساطها مما يدفعهم لتناول المنبهات التى تؤدى الى قلة التركيز وبالتالى فقد السيطرة كما دعا الى تخصيص طرق للشاحنات مثل الدول الأوروبية وتوفير الرعاية الصحية وتدريب السائقين وخاصة أن 97% من نقل البضائع يتم عبر الطرق البرية ودعا المستثمرين الى التدخل ودعم نقل البضائع جوا أو بحرا لتخفيف العبء على الطرق.
وتشير الدكتورة سوسن فايد استاذ علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية الى ان هناك حزمة من العوامل التى تؤثر فى سلوكيات المواطن وتدفعه للتعرض للحوادث فضعف ثقافته واميته وعدم ادراكه لقواعد المرور السليمة وعدم التزامه بقوانينها وعدم صحوته اثناء القيادة وعدم التزامه بالاشارات واللافتات وفى أغلب الأحيان تكون أسباب الحوادث المرورية تعب وارهاق السائق وانشغاله عن القيادة وعدم التقيد بأنظمة المرور والتهور فى القيادة وعدم صيانة السيارات وأحوال الطريق أو أحوال الطقس وتتمثل مسئولية العنصر البشرى فى المشكلات المرورية عن طريق تجاوز السرعة المحددة ونقص كفاءة السائق، المخالفات المرورية والقيادة فى ظروف مناخية سيئة أو القيادة فى حالات نفسية وانفعالية قوية كلها مجازفات تقودوه الى احداث كارثة قد تؤدى بحياته وتضيف ان هناك بعض الاموار الاساسية التى يجب ان يلتزم بها المواطن اثناء القيادة وهى السير بسرعة محددة والكشف عن سلامة السيارة خاصة الاطارات والبعد عن تعاطى المخدرات اثناء القيادة خاصة وان الطبقة الاقل تعليما ترى ان تعاطى المخدرات يشعره برجولة اكبر حتى يستطيع الاندماج فى السلوك الجماعى ويصبح مثله مثل اصدقاؤه لا يقل عنهم فى شيء كذلك تدنى مستواه الثقافى يشعره ان تناول المخدرات يخفف عليه وطات المشاكل والالم التى يتعرض لها فى حياته اليومية.
وتقترح بعض الحلول لتفادى وقوع حوادث على الطرق مثل الاهتمام بتدريس منهج التوعية المرورية فى جميع المراحل التعليمية وتدعيم النشرات التلفزيونية والإذاعية الخاصة بالأحوال المرورية عن طريق خبير مرورى يشرح للجمهور آداب القيادة الآمنة أو السلوكيات المرورية السليمة، وكذلك تنمية الوازع الدينى لدى الشباب والذى يدعو بالالتزام بالسلوكيات المنضبطة والايجابية وبين سلوكيات استخدام الطرق وأيضا اقامة معارض للتوعية المرورية داخل المدارس أو الجامعات والنوادي.