ارتفاع حوادث السير مصدر قلق في تونس
2010-05-13
رغم مراجعة قوانين السير واعتماد نظام رادار جديد للإيقاع بالسائقين المسرعين، لا يزال السائقون في تونس يواجهون المخاطر أثناء القيادة.
منية غانمي من تونس لمغاربية
تحولت الطرق التونسية إلى ساحة تشهد ارتفاع حوادث السير بسبب السائقين الذين يقودون بسرعة جنونية والمخالفين لقانون السير حسب تصريح مسؤولين حكوميين ومهنيين في قطاع الصحة.
وسجل نظام جديد للرادار الآلي أزيد من 12 ألف حادثة ما بين 20 أبريل و 3 مايو حسب ما صرح به وزير المالية التونسي محمد رضا شلغوم في الندوة الصحفية التي عقدها يوم 4 مايو.
وتشير آخر الإحصائيات التي أصدرتها وزارة الداخلية التونسية إلى أن عدد الحوادث فاق 10000 في 2008 وأدت إلى مقتل 1530 شخص وجرح أزيد من 14000. وتشير بيانات الحرس الوطني لنفس السنة إلى أن السرعة تسببت في 28.82% من مجموع القتلى و21.67% من مجموع الجرحى في حوادث السير.
مسؤول في شرطة تونس العاصمة فضل عدم الإدلاء باسمه قال "الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث هي... عدم احترام قانون مجلة الطرقات والإفراط في السرعة والسياقة في حالة سكر واستعمال الهاتف الجوال أثناء السياقة".
محمد الصالح السلامي مسؤول على قسم المستعجلات بمستشفى القصاب قال إن 50 مريضا في السنة يتعرض للعجز الكلي بسبب إصابات في حوادث السير.
مصطفى الماجري، أحد الضحايا الذين يعانون العجز الكلي، قال لمغاربية "بينما كنت متجها إلى العمل على متن دراجتي النارية لحقت بي إحدى سيارات الأجرة وقام سائقها بتجاوز ممنوع أدى إلى اصطدامها بي مما تسبب لي في فقدان وعيي".
السلطات التونسية نصبت نظام رادار جديد يسجل أوتوماتيكيا السائقين الذين يتجاوزون السرعة القصوى المسموح بها. الغرامات المالية المنصوص عليها في مخالفات السرعة تتراوح من 40 دينار إلى 240 دينار في حين تتضاعف هذه الغرامة في حالة عدم دفعها في أجل 20 يوما.
عبد الحميد فقد ابنه الصيف الماضي عندما صدمته سيارة تسير بسرعة جنونية في إحدى الطرق الساحلية.
وقال لمغاربية "كل هذه القوانين والتنقيحات لا تكفي لردع المخالفين الذين يتزايدون يوما بعد يوم". وأوضح أن الرشوة في منح رخص السياقة هي السبب الرئيسي لارتفاع حوادث السير.
صاحب مدرسة لتعليم السياقة فضل تلقيبه بالسيد عماد أكد لمغاربية أن معظم التونسيين وأغلبهم من الشباب يسعون إلى الحصول على رخص السياقة في أسرع وقت ممكن حتى وإن كان على حساب ساعات التكوين الضرورية.
وكشف عفيف الفريقي، مدير الجمعية التونسية للوقاية من حوادت الطرقات، أن نحو 60 بالمائة من الحوادث المرورية التي تحصل في العالم يتعرض لها الشباب من الفئات العمرية المتراوحة بين 15 و20 سنة. ولمعالجة هذه المشكلة، استضاف مؤتمرا دوليا في مارس لحث السائقين الشباب على توخي الحذر في الطرقات.
لكن شباباً آخرين يقولون إنهم ليسوا مسؤولين بالكامل عن حوادث السير.
أحد الشبان قال ""دائما يحملوننا المسؤولية لأننا مازلنا مبتدئين، صحيح هناك بعض الشباب الطائش الذي ما إن يمسك بالمقود حتى ينسى كل ماهو مرتبط بقانون الطرقات ويتصرف بشكل جنوني".
في حين يقول تونسيون آخرون إن سائقي سيارات الأجرة هم المتهم الرئيسي على الطريق.
لكن أحد سائقي سيارات الأجرة، عرف نفسه بالسيد منجي أكد أنه هو وزملاءه "من أكثر الناس حذرا أثناء السياقة".
وقال لمغاربية "لا نتحمل المسؤولية لوحدنا هناك سيارات مواطنينا بالخارج الذين يتكاثرون في فصل الصيف وتجدهم لا يحترمون أصول الطرقات، [إضافة إلى] بعض الأشقاء من ليبيا والجزائر الذين يصرون على القيادة باندفاع على الطرقات التونسية".