مقاهي ومطاعم الأرصفة تصادر حقوق المشاة في لبنان
مقاهي ومطاعم الأرصفة تصادر حقوق المشاة في لبنان
عندما سئلت السفيرة الأسترالية لدى لبنان عما لفتها في بيروت، قالت «للسيارات حقوق اكثر من الناس». وما قالته السفيرة الأسترالية لا يثير الغرابة في شيء لأن حقوق المشاة في لبنان عامة ما زالت مهدورة لا سيما ان معظم الأرصفة الموجودة في شوارع العاصمة تستعمل لركن السيارات او مرور الدراجات او لنشاطات تجارية منوعة.
ولعلّ انتشار مقاهي الأرصفة في بيروت او الجبل ساهم في تقييد المارة خلال تنقلاتهم سيراً على الأقدام وجعلهم يتمنون لو انهم يملكون اجنحة يطيرون بها من مكان الى آخر بعد ان تحوّلت الأرصفة جزءاً لا يتجزأ من هذه المحلات وبعض المطاعم فصارت بمثابة ملاحق مستحدثة لجذب الزبائن الذين يقبعون في احدى زواياها يرتشفون فنجان قهوة او يدخنون النرجيلة وهم يمتعون نظرهم بحركة الشوارع، بدءاً من مراقبة المارة وصولاً الى زحمة السيارات. ويرى مروان ويعمل كموظف في «كافي تروتوار» في الأشرفية ان اصحاب المطاعم عامة باتوا يبحثون عن الرصيف لاستثماره قبل المحل نفسه لأنه يشكّل عنصراً فعالاً في اجتذاب الزبائن.
وكانت دراسة اخيرة اعدتها اليازا تؤكد40 في المائة من حوادث السير في لبنان تصيب المشاة في المرتبة الأولى لانعدام وجود اماكن مخصصة وارصفة مرصوصة على جوانب الطرقات تحمي اقدامهم بعيداً عن جنون السيارات المسرعة. وهذه النسبة تنخفض الى 15 في المائة في الولايات المتحدة حيث ان المدن الكبرى تنبّهت للأمر وزوّدت المواطن لديها بشوارع وارصفة تقيه شر الازدحام.
ولا يأتي قانون السير على ذكر المخالفات والعقوبات التي يجب ان تطلق على المشاة في الأماكن المخصصة لهم اذ يذكر في المادة 264 منه بعض الارشادات التي تتطلب فقط اخذ الحيطة عند عبور الطرقات. وكانت جمعية تجار بيروت قد ارتأت اعادة الأمور الى نصابها ورد الاعتبار الى المارة من خلال مد ارصفة نموذجية في معظم شوارع العاصمة بلغت كلفتها 9 مليارات ليرة لبنانية اي حوالى 5 ملايين دولار اميركي.
الا ان زياد عقل مؤسس اليازا اعتبر ان الدولة لم تبدأ بعد رحلة احترام حقوق المشاة بالسلامة على الطريق.
وأكد جو دكاش من اللجنة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية –لاسا ان الجمعية اقرت توصيات مشتركة مع اليازا في هذا الصدد، منها ضرورة احترام السائق للمشاة وتخفيف السرعة حيث يتواجدون، اضافة الى ارشادات اخرى تتطلب من السائق ان يعرف بأن الطريق هي مشاركة بين السيارات والمشاة على السواء.
كما طالب دكاش وعقل بصيانة اماكن العبور الخاصة بالمشاة اضافة الى رسم المزيد من خطوط واضحة بالأبيض على اماكن العبورعلى الطرقات لتحديد حركة المشاة والحفاظ على سلامتهم وخاصة الاطفال خلال تنقلهم الى مؤسسات التعليم.
وكان قد سقط عدد كبير من المشاة اثناء الليل عندما حاولوا اجتياز جسور عبور للمشاة من جراء فجوات تتوسط هذه الجسور ... فسقط بعضهم مباشرة على السيارات العابرة على الطرقات السريعة.
بيروت: فيفيان حداد-جريدة الشرق الاوسط 18 اب 2002
من يازا لبنان في 9 نيسان 2012