المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لموقع اليازا
نسعى إلى مضاعفة عدد الرادارات على الطرق الدولية لضبط المخالفات
١- ما رأي المدير العام لقوى الأمن الداخلي بسلامة السير في لبنان؟
مما لا شك فيه، أن الواقع المروري في لبنان بحاجة ماسة إلى العديد من خطوات التطوير، تسمح بأن تتماشى وسائل الضبط، مع الإكثار من إستخدام لمركبات والعدد المتزايد للآليات المستخدمة في مختلف وجهات النقل والتنقل، مما يتطلب مماشاة التطور والتقنيات الحديثة المتاحة والمستخدمة في هذا المضمار على مستوى قوى الأمن الداخلي، وبالتالي إلى خلق مجتمع يتحلى بثقافة مرورية عالية تسمح بتعايش مستخدمي الطرق مع الأنظمة والقوانين والوسائل المرورية بشكل أفضل.مما يحتم تضافر جهود كافة الجهات المعنية بشأن السير في وزارات الداخلية البلديات، الإعلام والتربية، الصحة والأشغال فيرفع مستوى الوعي لدى المواطنين يهدف إلى مجتمع مروري أفضل مما عليه الحال، وبالتالي إلى كبح جماح الزيادة المستمرة في عدد الوفيات والمصابين من جراء حوادث السير... وهنا لا بد من تسليط الضوء على دور الجمعيات الأهلية ومدى نجاحها في إيصال الصوت إلى كافة شرائح المجتمع اللبناني إذ أننا نعول على دور هذه الجمعيات، ومدى إهتمامها الحيوي والفعال في هذا المجال.
٢- متى يبدأ العمل بالرادارات لضبط السرعة؟
لا يخفى على أحد أن قوى الأمن الداخلي اللبنانية باشرت بتنفيذ ضبط مخالفات السرعة بواسطة الرادارات منذالعام ٢٠٠٠ ونحن اليوم بصدد تجهيز الطرق الدولية والرئيسية بعدد من الرادارات الثابتة، ومضاعفة عدد الرادارات المنقولة لزيادة فعالية الضبط لهذه المخالفة والظاهرة الخطرة على طرقاتنا. والجدير بالذكر أننا نسعى لتغطية كامل مساحة الوطن بهذا النوع من الوسائل الحديثة ومن المتوقع أن ينتهي العمل بها في نهاية هذا العام.
٣- هل تؤيدون إصدار قانون سير جديد؟
إن قانون السير المعمول به حاليا في لبنان هو من نتاج عام ١٩٦٧ . وقد وضع ليتماشى مع الواقع المروري حينها. وأستتبع مع تطور هذا الواقع على مر السنين بالعديدمن التعديلات والمراسيم والقرارات التنظيمية. وهو يفتقر بأبوابه ومواده إلى الكثير من الحداثة والتطوير. فكان لا بد من إعادة صياغة هذا القانون بشكل يسمح فيه متابعة النمو والتطور السريع للواقع المروري في لبنان والدول العربية المحيطة به، لا سيما تلك التي لنا معها معاهدات سير ونقل.
4- بماذا تخاطبون اليازا؟
يشرفنا في قوى الأمن الداخلي تصميمكم في اليازا وتصميمنا لأن نعاود إطلاق حملتنا للتوعية من حوادث السير أو المرور للتخفيف من خسائرها البشرية والمادية". وأضاف: "إننا بمعاودتنا وإياكم العمل مجددا وللمرة الثالثة في هذه الفترة الزمنية القصيرة على إطلاق حملة توعية من الحوادث المرورية، نريد أن نوصل إلى أهلنا وللعالم أجمع رسالة واضحة مفادها أننا لن نستسلم للموت وستبقى إرادة الحياة فينا أقوى من إرادة الإستسلام أو الموت. من منا لا يتذكر قصة النملة التي حملت زادها وبدأت بتسلق الشجرة ثم سقطت وعاودت الكرة وسقطت للمرة الثانية وهكذا دواليك إلى أن تمكنت في النهاية من الوصول إلى مخبئها وتمكنت من إيصال طعامها واستقرت حيث تريد".
وتابع: "نعم أيها الحضور سنبقى نحاول ونعيد المحاولة إلى أن نتمكن من الوصول إلى غايتنا ونحن نعلم أنها غاية شريفة ونبيلة ألا وهي تسهيل حركة المرور أو السير وتخفيض ضحايا حوادث السير سواء كانت بشرية أو مادية". وأكد "أن الهدف المنشود يستحق منا كل جهد ووقت ويستحق منا كل كلفة سواء كانت في الوقت أو المال، فالضحية هو إنساننا وهو أغلى وأثمن من كل شيء. كلنا يعلم أن حوادث السير تحصد سنويا عددا كبيرا من أبنائنا رغم التدابير والإجراءات التي نتخذها وإياكم في هيئات المجتمع الأهلي. إن ما نعانيه من هذه المعضلة تعانيه كل دول العالم إنما بنسب متفاوتة، لقد تمكنت بعض الدول بفضل الجهود الإستثنائية والخطط المدروسة من تخفيض عدد وفيات حوادث السير إلى النصف وبعضها إلى نسب أخرى ولا مجال أمامنا إلا أن نسعى لخفض نسبة الوفيات في لبنان مهما عاكستنا الظروف وأجهضت جهودنا التطورات الكبرى . نحن نعلم أن تحقيق هذه الغاية لا يقع على عاتق قوى الأمن الداخلي فقط ، فقضية المرور أو السير هي قضية مشتركة بين كافة شرائح المجتمع، من السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية إلى الهيئات الأهلية إلى الطرقات إلى الثقافة والأخلاق إلى التجهيزات الفنية المطلوبة".
وانهى اللواء ريفي : "نحن في قوى الأمن الداخلي على أبواب تسلم تجهيزات جديدة خاصة في السير من دراجات ورافعات ورادارات ثابتة ومتحركة ونحن نعلم ما لهذه التجهيزات من أهمية في المساهمة في تحقيق مهامنا في الحد من السرعة التي تبقى العامل الأهم وبكل أسف في حوادث السير وفي التسبب في مقتل أبنائنا . وهنا لا بد من الإشارة إلى أن بعض الضحايا سقطوا في الحفر التي أحدثها العدوان الإسرائيلي خلال قصفه لمعظم الجسور والطرقات إبان عدوانه الأخير على لبنان. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن آلية إحتسابنا للضحايا تشمل الضحايا الذين يتوفون إما فور وقوع الحادث أو بعد أيامٍ معدودة فقط من وقوعه ، وهذا يعني أن ما نسجله يعكس الحد الأدنى من الضحايا فقط ، أي أن ما تسببه حوادث السير أكبر من الأرقام الواردة في قيودنا". وشدد على "أننا آلينا على أنفسنا أن نستمر في محاولاتنا وأن نبذل كل جهد ممكن فالغاية نبيلة وهي واجب إنساني ووطني ووظيفي ، وهل يعقل أن نتردد في حماية أولادنا وأنفسنا وأهلنا؟ نعدكم أننا سنبقى نسعى معكم لتحقيق هذه الغاية مهما عاكستنا الظروف ونحن على ثقة أن إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت ، وما يمر به لبنان حاليا ليس إلا غيمة ستعبر مهما طالت".